صراع أرنو لتوفير ملعب جديد لفريق باريس إف سي يعيق الصفقة

تخوض عائلة الملياردير الفرنسي، برنار أرنو، صراعًا حقيقيًا لإتمام صفقة تهدف إلى توفير ملعب جديد يمثل حاجة ماسة لفريق باريس إف سي، وذلك بعد استحواذها على النادي. إلا أن التعويضات والتكاليف الإضافية باتت تشكل حجر عثرة في مسار المفاوضات.
فمنذ أواخر العام المنصرم، انخرطت العائلة المالكة لمجموعة "إل في إم إتش" الشهيرة في عالم السلع الفاخرة، في نقاشات مكثفة مع فريق استاد فرانسيه للرجبي، بهدف التوصل إلى اتفاق يتيح لفريق باريس إف سي مشاركة ملعب جون-بوا، الواقع في غرب باريس. وتأتي هذه الخطوة كبديل للملعب الحالي للفريق، الذي يعاني من تهالك شديد ويستخدم في ألعاب القوى، ويقع في الجزء الشرقي من المدينة.
في نوفمبر الماضي، أعلنت عائلة أرنو عن استحواذها على النادي الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية، وذلك بالتعاون مع خبراء متخصصين في إدارة الرياضة من شركة رد بول. وتعد هذه الخطوة بمثابة باكورة استثماراتهم في عالم الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم.
وأكدت أربعة مصادر مطلعة بشكل وثيق على تفاصيل الصفقة، أن أنطوان أرنو، الابن الأكبر لبرنار والذي يقود عملية الاستثمار، قد شرع في محادثات جادة مع إدارة استاد فرانسيه فور الإعلان عن الصفقة، إلا أن هذه المحادثات لم تسفر عن أي تقدم ملموس حتى الآن.
وأوضحت المصادر أن جوهر المفاوضات يتركز حول قيمة التعويضات المطلوبة لاستبدال العشب الاصطناعي في ملعب جون-بوا، الأمر الذي سينتج عنه زيادة ملحوظة في تكاليف الصيانة. بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي ذلك إلى فقدان جزء من الإيرادات التي يحققها استاد فرانسيه، هذا فضلًا عن ظهور تحديات أخرى تتعلق بالقيود الأمنية والجداول الزمنية.
وكشف أحد المصادر أن فريق الرجبي قد طالب في البداية باريس إف سي بدفع إيجار سنوي يقارب 5 ملايين يورو مقابل خوض مبارياته على أرض الملعب، وهو مبلغ يتجاوز ثلث الإيرادات السنوية التي حققها النادي في عام 2023.
فيما أشار مصدر آخر إلى أن الطلب الأخير قد شهد انخفاضًا طفيفًا، ليصل إلى نحو أربعة ملايين يورو.
وامتنع أنطوان أرنو ومدينة باريس، المالكة للملعب، وتوما لومبار، المدير الإداري لاستاد فرانسيه، عن تقديم أي تعليق حول هذا الشأن.
من جانبه، صرح بيير فيراتشي، رئيس نادي باريس إف سي، الذي يحتل فريقه مركزًا واعدًا قد يؤهله للصعود إلى دوري الأضواء الفرنسي في الموسم المقبل، لإذاعة "آر إم سي سبورت" الأسبوع الماضي، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملعب بحلول شهر فبراير القادم.
يتميز موقع ملعب جون-بوا بقربه من استاد بارك دي برينس، معقل فريق باريس سان جيرمان، حامل لقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي، كما أنه أقرب إلى قلب المدينة. يتسع الملعب لـ 20 ألف متفرج، ويتمتع بإمكانية إنشاء مناطق ضيافة عصرية وفقًا لأحدث المعايير.
وفي سياق متصل، انتقد يورغن كلوب، رئيس قطاع كرة القدم العالمية في رد بول والمدرب السابق لليفربول الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني، الملعب الحالي لفريق باريس، معتبرًا أنه لا يوفر الأجواء الملائمة، وذكره ببداياته في التدريب في بلدة صغيرة.
يحتل باريس إف سي المركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الثانية، متساويًا في عدد النقاط مع ميتز. ويتأهل الفريقان صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة إلى دوري الدرجة الأولى، بينما تخوض أفضل ثلاثة فرق تالية مواجهات فاصلة.
من الممكن أن يؤدي الإصلاح الشامل الذي تخطط له عائلة أرنو إلى تحويل فريق باريس إف سي في نهاية المطاف إلى منافس قوي لفريق باريس سان جيرمان، المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية.
وأفاد أحد المصادر المقربة من النادي بأن الأموال الطائلة التي تمتلكها العائلة قد تجعل المفاوضات المتعلقة بأمور أخرى، بما في ذلك صفقات انتقال اللاعبين، أكثر تعقيدًا.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن القيمة التقديرية لفريق باريس إف سي تبلغ حوالي 90 مليون يورو، وهو رقم وصفه أنطوان في نوفمبر الماضي بأنه "ليس بعيدًا جدًا عن الواقع".
وكان هذا التقييم أعلى بعدة مرات من المبلغ الذي دفعه صغار المساهمين للمشاركة في رأس المال قبل ثلاث سنوات تقريبًا.
وأشار اثنان من المصادر إلى أن عائلة أرنو قد استحوذت حتى الآن على جميع حصص صغار المساهمين السابقين في النادي، باستثناء مساهم واحد رفض العرض المقدم.